تواصل المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي إحداث تغيير مؤثر في المشهد الزراعي في أفغانستان. بعد الزيارات الميدانية التنويرية إلى هيرات وغرب أفغانستان، يواصل وفد المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي رحلته، ويشارك في الاجتماعات والمشاورات الإعلامية في مقاطعتي كابول ولوغار.
وكجزء من مبادرة تقصي الحقائق المستمرة، شرع وفد المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في إجراء مداولات رفيعة المستوى في وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري الأفغانية مع مسؤوليها المعنيين من أجل تعزيز تبادل الرؤى الاستراتيجية والأولويات مجالات التنمية الزراعية. وشملت المواضيع الأساسية تعزيز القدرات في أبحاث البذور، وحماية النباتات، والميكنة الزراعية.
بالإضافة إلى ذلك، استكشف الجانبان إمكانية تقديم مشاريع نموذجية مرجعية مصممة خصيصًا للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة. أعرب مولوي صدر عزام، نائب وزير الزراعة والثروة الحيوانية والري بالإنابة، عن تقديره العميق لزيارة المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، مسلطاً الضوء على أهمية الولاية الممنوحة للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي خلال الدورة الاستثنائية السابعة عشرة للمنظمة. اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الإسلامي بشأن الوضع في أفغانستان، المنعقد في 19 ديسمبر 2021 في إسلام آباد، باكستان. ودعا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى الاتحاد لدعم مهمة المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، مؤكدا على دورها المحوري في التقدم الزراعي الجماعي. وأكد السيد أمري يوكسيك، مدير العمليات الإنسانية في المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، على التطبيق الملموس لرؤى البعثة، مؤكدا ترجمتها إلى مشاريع تشاركية سريعة الأثر. وتهدف هذه المبادرات إلى تسخير التكنولوجيات الحديثة، وزيادة غلات المزارعين، وإرساء الأساس لنماذج إنتاج الحبوب المستدامة، والتي من المقرر تكرارها في جميع أنحاء أفغانستان.
وقادتهم رحلة الوفد بعد ذلك إلى مقاطعة لوجار، حيث استقبلهم مولوي سيد أمين الله الهاشمي، القائم بأعمال رئيس مديرية الزراعة والري والثروة الحيوانية. وتضمنت المهمة مشاركات تنويرية مع مجموعات المزارعين المحليين في منطقة باراكي باراك على ضفاف نهر لوغار المشهورة بمجموعات المساعدة الذاتية المتنوعة.
وخلال عمليات التبادل، أعرب المزارعون عن التحديات التي يواجهونها، ولا سيما فيما يتعلق بالحصول على البذور عالية الجودة والأسمدة وحلول الميكنة المصممة خصيصًا. وأحاط الوفد علماً بالتعليقات المتعلقة بالآلات كثيفة الاستهلاك للوقود في المشاريع السابقة، مما دفع إلى الدعوة إلى بدائل فعالة من حيث التكلفة. كما أعرب المزارعون عن اهتمامهم بتقنيات الري بالتنقيط الحديثة وتحسين البذور البستانية للزراعة في غير موسمها بعد حصاد القمح. وسلطت المناقشات الضوء على اختناقات البنية التحتية، التي تفاقمت بسبب الجفاف المستمر والعقبات التي تعترض الوصول إلى الأسواق.
واستكمالاً للبعثة، قام وفد المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي بزيارة معهد البحوث الزراعية الأفغاني بادامباغ في كابول. وأعرب مولوي نصرت الله طلحة، المدير العام للمعهد، عن امتنانه للدعم الثابت الذي تقدمه المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، مشددًا على الحاجة الملحة لتعزيز القطاع الزراعي في أفغانستان. وشملت المشاركات مع الخبراء الفنيين مجموعة من المواضيع، بما في ذلك أبحاث التربة، وحماية النباتات والحجر الصحي، والكيماويات الزراعية، ومراقبة جودة الأسمدة الكيماوية والعضوية، ومكافحة الآفات في حالات الطوارئ.
وتناولت المناقشات أيضًا التهديد الذي يلوح في الأفق الذي يشكله الجراد المغربي والآفات الأخرى على المحاصيل، مما عزز التصميم المتبادل لتعزيز مشاركة الخبراء الأفغان في المنتديات الدولية التي تتناول مكافحة الآفات العابرة للحدود ومكافحة الأمراض النباتية. وفكرت الأطراف أيضاً في سبل تقديم المساعدة المحتملة في مجال بناء القدرات.
وسيتم تبادل الأفكار المكتسبة خلال بعثة تقصي الحقائق هذه بين الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، مما يشكل الأساس للتدخلات القابلة للتنفيذ ومقترحات المشاريع الملموسة. ولا تزال المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي ثابتة في التزامها بتعزيز التنمية الزراعية المستدامة، وبالتالي المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والرخاء لشعب أفغانستان.